هل يتم إعادة تصنيع الحفاضات واستخدامها مرة ثانية؟
في الحقيقة يتم إعادة استخدام الحفاضات القماشية عن طريق غسلها وتنظيفها؛ ولكن ماذا بشأن الحفاضات ذات الاستخدام لمرة واحدة؟
قد يتبادر إلى ذهنك بأنك عندما ترمي الحفاض بأنك قد تخلصت منه للأبد؛ ولكن هل تعلم أنه بالإمكان إعادة تصنيع الحفاضات وإعادة استخدامها؟
بسبب القلق لمتزايد باستمرار حول مخاطر التلوث البيئي والمساحة المحدودة لمدافن النفايات، أيضاً بسبب نمو عدد سكان الأرض بشكل كبير، حيث أثبتت البحوث أن 1000 حفاضة تدخل مكب النفايات كل ثانية. أصبح إعادة تصنيع الحفاضات وإعادة استخدامها في مواد أخرى حقيقة!
يتم صناعة الحفاضات ذوات الاستخدام لمرة واحدة من مجموعة متنوعة من العناصر مصنوعة من البلاستيك، وأنسجة ورقية، وقماش البوليستر غير المنسوج، بالإضافة إلى طبقة عازلة (تمنع التسرب) من البولي إيثيلين أو البولي بروبيلين، وأشرطة لاصقة. جميع المواد السابقة غير قابلة للتحلل وتستغرق 400-500 عام لتتحلل في مكب النفايات. مما يُسبب تلوث البيئة وتراكم النفايات. لذا، فإن ما ينفق الناس عليه ثروة طائلة يستغرق وقتًا طويلاً حتى يختفي.
تعد إعادة تدوير الحفاضات المتسخة طريقة رائعة لتقليل النفايات ومساعدة البيئة. بالإضافة إلى ذلك، التكنولوجيا الصناعية الحديثة سهلت إعادة تدويرها.
مراحل إعادة تصنيع الحفاضات
- جمع الحفاضات المتسخة: يقوم موظفو المصانع المختصة بهذه العملية بجمع مختلف أنواع الحفاضات المتسخة التي تخلصت منها العائلات ودور الرعاية المختلفة وتتم هذه العملية بواسطة عربات خاصة. ثم تجميعها في حاويات مخصصة لهذا الغرض.
- تحلل الضغط الحراري: يقوم الخبراء بتعريض الحفاضات المجمعة لحرارة شديدة مما يسمى بتقنية تحلل الضغط الحراري. يتم في هذه العملية امتصاص السوائل والفضلات من الحفاضات في عملية معقدة فالحرارة العالية التي تصل إلى 250c مع البخار داخل الخزان، بالإضافة إلى استخدام بعض المواد الكيمائية تعمل على قتل البكتيريا الضارة والقضاء على الرائحة الكريهة.
- معالجة المياه الناتجة: من جهةً أخرى يتم معالجة المياه الملوثة الناتجة والتي تكون أشبه مدبمياه الصرف الصحي ويتم معالجتها وتنقيتها لتستخدم فيما بعد في ري المزروعات.
- مرحلة التقطيع: في هذه المرحلة يتم تقطيع أجزاء الحفاضات المختلفة وفرزها تمهيداً لإعادة تصنيعها مرةً أخرى وتصنيع منتجات متعددة الاستخدام.
- مرحلة التصنيع: من الحفاضات يتم انتاج الغاز الحيوي، والحبيبات الحيوية، والأسمدة الاصطناعية، والمواد البلاستيكية المختلفة.
التحديات التي تواجه عملية إعادة تصنيع الحفاضات
يواجه العالم أجمع مشكلة التخلص الآمن للحفاضات ولكن في منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص تتفاقم هذه المشكلة. ففي الكثير من الأماكن يتم التخلص منها بحرقها مما يسبب تلوث البيئة المحيطة من ماء وهواء وتربة وأمراض لا تعد ولا تحصى.
إن المشكلة الأبرز هنا هي عدم توفر الإمكانيات اللازمة لهذا المجال من مصانع وخبراء وموارد. أيضاً يتوجب على الحكومات والمؤسسات توعية الأفراد ومؤسسات الرعاية الصحية على ضرورة فرز المهملات ووضع الحفاضات في أكياس خاصة لتسهيل التخلص منها.
نماذج لإعادة تصنيع الحفاضات حول العالم
- اليابان
وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن 34.2٪ من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا في اليابان، بينما في أوروبا الغربية بنسبة 25٪، و 22.4٪ في كندا، و 20.4٪ في الولايات المتحدة. أدركت حكومة اليابان ومسؤولي الصحة البيئية مخاطر تراكم حفاضات البالغين مما دفعهم إلى التفكير بكافة الحلول والسبل للتقليل من التلوث البيئي.
في محافظة توتوري تقع بلدة هوكي التي يبلغ عدد سكانها ما يزيد على 10500 شخص. أثارت نفايات الحفاضات المتزايدة بسرعة قلق المسؤولين. مما جعلهم يدرسون تكاليف تطوير محرقة قديمة وقرروا تحويل واحدة من اثنتين من محارق البلدة إلى مصنع لإعادة تصنيع الحفاضات. حيث توصي البلديات بفصل حفاضات كبار السن عن باقي النفايات ومن ثَم يتم استخدام الحفاضات المعاد تدويرها لإنتاج حبيبات الطاقة الحيوية، مما يساعد في تقليل تكاليف تسخين الغاز الطبيعي في المنتجع الصحي العام في بلدة هوكي.
- إيطاليا
تشكل الحفاضات مصدراً للروائح الكريهة وتسبب التلوث للبيئة، مما دفع أصحاب القرار بالشراكة مع شركتي بروكتور وغامبل إلى لإنشاء مصنع لإعادة تصنيع الحفاضات المتسخة. يتم تجميع الحفاضات المتسخة ومن ثم وضعها في حاويات خاصة صُممت خصيصاً لهذا الغرض. يتم بعد ذلك البدء في عملية خاصة لإزالة الأوساخ والروائح السيئة من الحفاضات. ثم تعريض الحفاضات للحرارة العالية والبخار لتنقيتها وبعد ذلك يتم شفط المياه الملوثة والتي تكون أشبه بمياه الصرف الصحي. تدخل الآن الحفاضات إلى مرحلة التجفيف داخل أفران خاصة ذات حرارة عالية، ثم إلى مرحلة التقطيع وفصل المواد تميهداً لإعادة تصنيعها. يتم صنع مواد بلاستيكية متعددة الاستخدامات مثل أغطية الزجاجات البلاستيكية، وأوراق البطاقات، والمواد الماصة لفضلات القطط.
لابد وأن عملية إعادة تصنيع الحفاضات معقدة ولكن تغيير الاستخدام أحادي الاتجاه للحفاضات التي تستخدم لمرة واحدة إلى استخدام دائري للعناصر القيّمة، الأمر الذي سيدفع باتجاه الحفاظ على البيئة من التلوث، وتقليل نسبة حرق النفايات، أيضاً سيوفر تدفقات مختلفة من الإيرادات وتحقيق عوائد مالية بالإضافة إلى إيجاد فرص عمل للأيدي العاملة حول العالم.
يمكنكم قراءة المزيد من الموضوعات حول صناعة الحفاضات من خلال تصفح المدونة من هنا